البدعة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله

ثم أما بعد .....

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و إن شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار

أما بعد ....

فقد تعمدت أن أذكر المقدمة التي وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم وذلك لأهميتها بالنسبة للموضوع

حيث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يبتديء خطبته صلى الله عليه و سلم بالتحذير من البدعة و الترهيب منها وذلك لخطورة البدعة على المسلمين .

فإن كثيراً من المسلمين يتقربون إلى الله بما ليس من الدين و يظنون بأنفسهم الظنونا و يحسبون أنهم على خير .

ولكن للأسف فإن مايظنونه عبادة يتقربون به إلى الله ينقلب عليهم ضداً .

فقد قال رسول صلى الله عليه و سلم (( إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار )) صححه الألباني.

فالبدعة بدعتان :
1 : البدعة الاصلية : هى ابتداع وافتعال امرا لا اصل له فى الدين مثل المولد النبوى وهو امرا لا اصل له فى الدين اصلا والحاضرة التى يفعلها الصوفيه مصداق قول النبى صلى الله عليه وسلم فى البخارى ومسلم من حديث عائشة (( من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) فهذه العبادات اصلا لا اصل لها فى الدين وقد فعلها الفاعل ظنا منه انها تقربه الى الله ولكن العكس صحيح
2 : والبدعة الاضافيه : هو عمل عبادة لها اصل فى الشرع على غير طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ان يصلى على النبى مثلا بصفة لم ترد فى الشرع ، أو ان يختص مثلا الوقت الذى بين الظهر والعصر مثلا للصلاة على النبى ( اى تخصيص العباده بوقت او عدد معين لم يدل عليه الشرع ) .
وقال شيخ الاسلام بن تيمية (( إذا وجد المقتضي وانتفى المانع ولم يفعله رسول الله فهو بدعة )) اى اذا وجد السبب الداعى لهذا الفعل ولم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم فهو بدعة مثل عيد الام ، فإن الاسلام حثنا على بر الوالدين وخاصة الام فهنا وجد المقتضى لهذا الفعل وهو تقدير الام ولم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم ولم يوجد مانع من ذلك اى لم ينتفى المانع فهذا العمل فى هذه الحالة بدعة.

فمن قام بفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم أو أحد من الخلفاء الراشدين لقول النبي صلى الله عليه و سلم (( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ... )) صححة الألباني فهو مردود عليه و آثم لفعله لنص حديث النبي صلى الله عليه و سلم السالف ذكره هذا لمن قام بعمل من عنده سواء كان ابتداعه في العمل نفسه أو في كيفيته .

مثل : حلقات الذكر الجماعي - رفع اليد في دعاء خطبة الجمعه - قول حرماً و تقبل الله بعد الصلاة - قول زمزم بعد الوضوء .........إلخ.

و لكن مع العلم أن قول تقبل الله أو الدعاء للمصلي بعد الصلاة مرة من المرات على سبيل الدعاء فهذا لا بأس به إذا كان على سبيل الدعاء ولكن البدعة في التحديد بعد كل صلاة هذا القول في هذا الوقت المحدد .

و أما الذي يعمل عملاً فعله النبي صلى الله عليه و سلم ولكن زاد فيه شيئاً ليس منه فهو مردود عليه أيضاً و يأثم لقول النبي صلى الله عليه و سلم (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) رواه مسلم .

مثال: كمن يصلي الظهر خمس ركعات متعمداً مثلاً - المبالغة في الوضوء التي تصل إلى ما لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل مسح القفا - وهكذا فإن ذلك كله مردود على فاعله و يأثم.

أخطار البدعة :

مشقة على النفس دون فائدة بل العكس فإن من الناس من يعذب نفسه بأنواع من الأعمال التي يظنها مما يقربه إلى الله عز و جل ولكنها على العكس تبعده عن الله أكثر من فعل المعاصي لأن من ابتدع فإنه يظن أن ذلك من الدين و ينسبه افتراءً و كذباً إلى الدين مع أن الله قال في كتابه الكريم (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناً )) سورة المائدة فقد أقر الله اكتمال الدين فمن عمل عمل ليس من الدين إما يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قصر في أداء الرسالة أو كتم بعض منها حاشاه صلى الله عليه و سلم أو يعتقد أن الله لم يكمل الدين فهو يكذب القرآن الكريم ( كلام الله ) تعالى الله عن اعتقاده علواً كبيراً فمن اعتقد ذلك فهو كافر .

و هناك كثير من الناس يرون أن الزيادة في الدين أمر عادي و مما لا بأس به أن يفعل ما لم يفعله النبي من أمور العبادات ألم يكف هؤلاء اقرار الله باكتمال الدين فماذا يريد هؤلاء إلا فساد الدين .
فهناك قاعدة تقول أنه لا عبادة إلا بدليل فلا يجوز أن يعمل العبد عملاً قط إلا بدليل صحيح .

و هناك من يقول إذاً فإن الساعة بدعة و السيارة بدعة لقولكم هذا ..

فالرد هنا أن البدعة التي تحدثنا عنها تكون في الدين و ليس في أمور الدنيا فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم (( أنتم أعلم بأمر دنياكم ))رواه مسلم فقد بين لنا النبي أن أمور الدنيا بها سعة للاجتهاد لكي نتوصل إلى ما ييسر لنا المعيشة في دنيانا فإن البدعة تكون في العمل نفسه ( الذي يفعله للتقرب به إلى الله )أو كيفيته و ليست في الوسيلة فلا يأتي أحد يقول لابد من أن نحج بالناقة أو مثل ذلك

و ربما نكمل الحديث لاحقاً و اعتذر للاطالة و لكن لأهمية الموضوع

اسألكم الدعاء

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته