أم اللغات

لغة بها قد أنزل القرآن

ولها العلا والخلد والأزمان

تمتد في عمق العصور أصيلة

وعلى جواهرها هدى وبيان

عربية لا شك ان بيانها

عذب، ويحلو بحرها الملآن

أم اللغات بلاغة وتألقا

منها يشع النور والبرهان

أنسابها محمودة، ورجالها

معروفة، ما عابها إنسان

ملكت من الشرف الرفيع صدارة

وتطلعت لعلوها الأكوان

لغة الكتاب عزيزة ومنيعة

ما نالها بغي ولا عدوان

حوت المعارف والعلوم ولم تزل

في كل فن ما لها شطآن

خير اللغات لقد أتيتك خاشعا

ويهزني في حبك الإيمان

أهواك في نثر وفي شعر معا

ومن المحبة عزة وكيان

أهواك في القول الرصين كأنه

اللؤلؤ المكنون والمرجان

أهواك في الخط الجميل براعة

في لوحة قد زانها الإتقان

أهواك في نطق الحروف فصيحة

نبراتها في مسمعي ألحان

أهواك في خطب الحروب بيانها

الفارس المغوار والميدان

أهواك حتى يعتريني من هوى

حزن وبعض محبتي أشجان

الماجدون لهم بيان مشرق

ما خانهم أدب ولا تبيان

تحلو لي النظرات في أقوالهم

هذا الكتاب وها هو العنوان

ويروق لي بين الفرائد كاتب

قد خلدته روعة وبيان

لغتي الجمال وانت صرح باذخ

بك يعرف الإنسان والأوطان

أنت ارتباط الناس في تاريخهم

أنت العلا والمجد والألحان

عجبا يعق القوم مثلك إنها

لكبيرة قد ضلت الأذهان

عجبا أنهجرها ونحمد غيرها

يا للمصاب الى هنا النكران؟

عجبا أنلحن بالكلام جهالة

ولنا الحديث الفذ والفرقان؟

أم الروائع والبدائع إنني

صب براه الشوق والتحنان

أأراك تمتدين في دنيا الورى

وعلي سماك العز والسلطان؟

يعتز باللغة الكريمة مؤمن

وكتابه في حبها القرآن

من ضيع الفصحى يضيع ذاته

أم اللغات بها الشعوب تصان